ظاهرة أكل البيض في الدواجن، هل لها حل؟؟؟
الدكتور:تميم الشحنة
تقديم:
لا نتحدث اليوم عن قطعان دجاج اللحم إنما حديثنا عن قطعان امهات الفروج والدجاج البياض
وبالرغم انه غالباً ما تكون الذكور(الديوك) هي من تبدأ بالقيام بهذه العادة السيئة ثم تنقلها للإناث في قطعان الامهات .
فذلك لا يعني انها لا تحدث في قطعان البياض عند الفرخات
تبدأ هذه الظاهرة في الأعمار المبكرة ثم تستمر مع القطيع غالباً حتى نهاية فترة تربيته .
وهي سلوك معدي عند الدواجن تقوم به الديوك والفرخات بالقيام بنقر البيض الموضوع حديثاً او القديم في البياضات حتى يتم كسره ثم اكل محتوى البيضة
وتسبب هذه العادة السيئة القلق كثيراً سواء للطبيب المشرف وللمربي
حيث ان لها مساوئ كثيرة وخسائر اقتصادية.
الخسائر :
لاتقتصر الخسائر على خسارة البيض الذي يتم اكله سواء كان بيض مائدة أو تفقيس
إنما أيضاً الطيور التي ستقوم باكل البيض لن تقوم بذلك لمرة واحدة وتكتفي
لكنها ستستمر بهذه العادة وتستسيغ طعم البيض وبالتالي زيادة كمية الدهون في جسمها وهذا خطر بالغ على الانتاجية في القطيع فحكماً الطيور التي ستزيد كمية الدهون عندها ستخرج من دائرة الإنتاج
وتكون مستهلك سلبي للعلف والمكان والتهوية
وعنصراً سيئاً في مجتمع القطيع الداجن تتعلم منها باقي الطيور عادة اكل البيض
وبالتالي فإن كان عددها كبيراً في القطيع سيلجأ البعض لإعدامها.
الوقاية :
في معظم الأحيان لن يلاحظ الطبيب أو المربي هذه الحالة إلا عندما تكون قد تطورت
والذي سيلاحظها في البداية هم عمال المدجنة الذين يقومون بجمع البيض بشكل يومي ولمرات متكررة
الأمر الأهم هو جمع البيض عدة مرات في اليوم وخاصة صباحاً وهو وقت الذروة في وضع البيض وبالتالي عدم تراكم البيض في البياضات او اعشاش البيض وهذا سيخفف كثيراً من ظاهرة اكل البيض.
وهنا دور الطبيب في توعية هذا العامل وتنبيهه بإخبار الطبيب فور رؤيته لهكذا ظاهرة وإن كانت تحدث عند بعض الطيور فقط
الوقاية المبكرة قد تكون منذ الأيام الأولى في عمر القطيع وقبل أن يكون قد بدأ بانتاج البيض اصلاً ويكون ذلك بأن تكون عملية قص منقار الطيور متقنة ويقوم بها اناس ذوي خبرة كبيرة وتكرار القص إذا استدعت الحاجة سواء بشكل جماعي لكامل القطيع.
او ان يقوم الطبيب المشرف على القطيع بالقيام يعملية القص بشكل فردي لبعض الطيور حتى وإن كانت عملية القص قد تمت بشكل صحيح فلا بد عند تقدم الطيور بالعمر من وجود بعض الطيور التي سينمو منقارها بشكل سيء ويكون حاداً يسبب المشاكل سواء ظاهرة اكل البيض او الافتراس او عند المشاجرة بين الذكور.
كمية الكلس المقدمة في الخلطة العلفية يجب ان تكون كافية لينتج لدينا بيض ذو قشرة صلبة لا يسهل كسرها من قبل الطيور، وايضاً عدم التساهل في التحصين ضد الامراض التي تسبب تشوهات في قشر البيض
التاكد بشكل مستمر من جاهزية اعشاش البيض وامتلائها بالنشارة أمر يمنع كسر البيض بسهولة
ويفضل خلط النشارة الناعمة مع الخشنة للاحتفاظ بها بالبياضات لأطول فترة وعدم تطايرها
شخصياً كنت اضع النشارة بالبياضات واخلطها بالكلس الناعم(النحاتة) هذا يحافظ على النشارة لفترة طويلة في البياضات وكنوع من الوقاية من نقص الكلس عند الطيور فهي غالباً ستقوم بنقر الكلس واكله.
الحلول :
عند تفشي ظاهرة نقر البيض في القطيع فطبعاً علاجها امر صعب جداً ولكن هذه النصائح قد تكون مجدية ونافعة إلى حد كبير :
عند اكتشاف ظاهرة اكل البيض في بداياتها قم بأخد حوالي 100بيضة تقريباً وقم بعمل ثقب صغير في قاعدة البيضة وباستخدام محقن بلاستيكي(سيرنغ) أفرغ البيضة من محتوياتها واملأها بصبغة عذائية (ممكن استخدام الحليب المصبوغ باللون الأزرق المعد لعملية التلقيح) والقليل من الخردل فالطيور لا تستسيغ طعم الخردل وقم بسد الثقب الذي صنعته بوساطة شريط لاصق صغير ثم اخبر عمال المزرعة أن يقوموا بعزل كل طائر قد تلون منقاره بالصبغة والأفضل أن يقوم الطبيب بجولة بعد ذلك للتأكد من تمام هذا الأمر
ويتم تكرار هذه العملية لمدة اسبوع فنكون قد عزلنا غالبية الطيور التي تقوم بأكل البيض
استمر بتقديم هذا البيض الذي يحتوي الصبغة والخردل للطيور التي تم عزلها مع استمرار وضع هذا البيض في البياضات ضمن العنبر
بذلك نكون بعد فترة اسبوع قد عزلنا غالبية الطيور التي تمتلك هذه العادة ونستمر بوضع البيض المحتوي على الصبغة والخردل امامها لمدة اسبوع آخر ونقوم بعدها بعملية عزل عكسية للطيور التي لم يعد منقارها ملوناً فهي غالباً قد نسيت هذه العادة.
يمكننا وضع كرات او بيوض بلاستيكية في البياضات وتركها بشكل دائم مع تنفيذ البند السابق وهو جمع البيض مرات عديدة في اليوم وعندها لن تجد الطيور امامها إلا هذه الكرات وستنقرها، هذا النقر سيسبب لها الماً في منقارها ونوع من الملل من عادة نقر البيض فستعرف أنها لن تجد نتيجة من ذلك وتنسى هذه العادة.
تقديم جرعة إضافية من البروتين والأحماض الامينية في الخلطة العلفية ربما يكون حلاً جذرياً لمشكلة اكل البيض لا سيما إن كانت محتويات الخلطة العلفية لا تغطي احتياجات الطيور من البروتين مما ادى ان تلبي الطيور هذه الاحتياجات باكلها للبيض.
تغطية البياضات او اعشاش البيض بستائر سوداء من الأمام امر جيد ليس فقط لتوفير شعور الأمان للفرخات لتقوم بوضع البيض
إنما أيضاً هذه الستارة ستجعل مكان وضع البيض مظلماً ولا يمكن للطيور رؤية البيض وبالتالي لن يقوم بنقرها واكلها.
في قطعان الدجاج البياض يتم تركيب ما يسمى نظارات (عبارة عن قطعة بلاستيكية عاتمة) الغرض منها منع عملية الافتراس واكل البيض وهذا من نفس منطلق تغطية اعشاش البيض بالستائر.
عند وقوع البيض من ايدي العمال بالخطأ وكسره في العنبر يجب فوراًَ ازالته وإن لم يمكن ذلك يجب تغطيته بنشارة الفرشة لكي لا تتعلم الطيور على عادة اكل البيض
اخيراً : إن الأنظمة الحديثة في تربية الدجاج البياض في الأقفاص (وايضاً نظم تربية الامهات المتطورة جداً والتي تعتمد مبدأ التلقيح الصناعي) وايضاً في الأنظمة الحديثة لتربية قطعان الأمهات تكون البياضات مجهزة لكي يصل البيض فور وضعه إلى خط اوتوماتيكي ناقل للبيض (سير) خارج العنبر لاماكن استخدامه وهذه أفضل طريقة.