ظاهرة احتباس البيض في الدواجن
الدكتور:تميم الشحنة
تسمى هذه الظاهرة أيضاً انحشار البيض او عسر الإباضة
يرمز لها عادة بأحد مصطلحات انكليزية عديدة منها
Egg Binding, Eggbound, Egg Retention, Dystocia, Obstructing Cloaca.
هي حالة شائعة نوعاً ما تطرأ على عملية الإباضة وتكون مهددة لحياة الدجاجة في كثير من الأحيان
وتحدث هذه الظاهرة عندما عندما تجهد الدجاجة لإنتاج بيضة لأكثر من بضع ساعات
يمكن أن تحدث هذه الظاهرة بواسطة عدة عوامل مساهمة وأسباب أساسية ومنها ما يلي
نقص كلس الدم Hypocalcemia حيث يمتلك دم الدجاجة مستويات كالسيوم منخفضة.
تكزز الكالسيوم Calcium tetany
وهذا يعني بشكل مختصر جداً الاضطراب في زيادة استثارة الخلايا العصبية المرتبط عادة بنقص كلس الدم
او بمعنى آخر هو مرض استقلابي للدجاج يصيب خاصة قطعان أمهات التسمين ومن العوامل المسببة له الإجهاد الحراري مع انخفاض استهلاك العلف وزيادة اللهاث عند الطيور
👇👇👇( تحدثت عنه في مقال منفصل سابقا)
نوعية أعلاف رديئة او غير متوازنة تتم تغذية الدجاج عليها.
وضع البيض الكبير بشكل مفرط او بمعنى آخر انتاج البيض ذو الصفارين (واحياناً ذو ثلاثة صفارات) او البيض الكبير نسبياً في بداية الانتاج بشكل مفرط.
بدء انتاج البيض بشكل سابق لأوانه.
تكثر هذه الظاهرة عندما يصبح الدجاج كبيراً بالعمر.
وممكن ان تحصل هذه الظاهرة نتيجة لصدمة يتعرض لها الدجاج سواء خوف مفاجئ من شيء ما كالأصوات العالية المفاجئة مثلاً أو صدمة ميكانيكية.
زيادة الدهون في جسم الدجاجة وسمنتها المفرطة ممكن أن تسبب هذه الظاهرة.
السموم الفطرية في العلف.
أعراض هذه الظاهرة
طبعاً لا توجد أعراض مبكرة لهذه الظاهرة ولكنها تظهر بشكل مفاجئ وصامت و تختلف العلامات السريرية التي لوحظت في الدجاج المصاب باختلاف الدجاجة الفردية وشدة الحالة
الدجاج المصاب عادة بظاهرة احتباس البيض غالبا ما تظهر عليه علامات عدم الارتياح والإجهاد وتصبح خاملة بطيئة الحركة وتقل شهيتها للعلف (يمكن تشبيهه بالاكتئاب عند البشر إن صح التعبير)
وقد يبدو على الدجاجة المصابة انتفاخ البطن (الصورة)
![]() |
من الاعراض البديهية ايضا لهذه الظاهرة ايضا عدم وضع البيض
قد نلاحظ أيضاً تورم والتصاق في منطقة المجمع (الصورة)
قد تجلس الدجاجة المصابة أو ترقد بصورة غريبة غير طبيعية
التحريك المستمر للذيل بصورة غريبة
البقاء لفترة طويلة في أعشاش وضع البيض دون وضع الدجاجة لأية بيضة
يجب أن تؤخذ ظاهرة انحشار البيض على محمل الجد ومعالجتها
بسرعة لأن الانسداد الناجم عن بقاء البيضة او اكثر من بيصة في الجهاز التناسلي يمكن أن يكون قاتلاً
في البداية إذا تم اكتشافه مبكرًا بما فيه الكفاية فهناك العديد من علاجات الرعاية الداعمة التي قد تساعد الدجاجة على خروج البيضة خارج جسمها وسيكون ذلك صعباً او مستحيلا عندما يتم اكتشاف الحالة بشكل متأخر بسبب تراكم أكثر من بيضة في الجهاز التناسلي وطبعاً ممكن ان تتواجد بيضة واحدة بقشرة كلسية وباقي البيض لا يمتلك قشرة بسبب عدم قدرته على الوصول لمنطقة الغدة القشرية في قناة البيض (الرحم) ولكن هذا البيض يمتلك غلافي البيضة وستتراكم هذه الأغلفة مع الصفارات والألبومين لدرجة تسد فيها قناة البيض بشكل كامل
(الصورة)
![]() |
ومع ذلك إذا فشلت هذه العلاجات في مساعدة الدجاجة التي تم اكتشافها بشكل مبكر على خروج البيضة فيجب طلب رعاية بيطرية طارئة فورية فقد تكون الحالة متطورة ومنتشرة في القطيع
من بعض الإجراءات البسيطة جس البطن: وذلك يفيد فقط في الحالات المكتشفة بشكل مبكر التي تنطوي فيها عملية احتباس البيضة على بيضة واحدة ذات قشرة صلبة عادية (الصورة) و يمكن التحقق من وجود البيضة عادة من خلال ملامسة بطن الدجاجة وتحسس هذه البيضة
(الصورة)
![]() |
من بعض الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها ولكنها قد تبدو غريبة كثيراً بالنسبة لنا ولانظمة التربية الغير متطورة بشكل كافي التي نستخدمها ولكنها متاحة ومتوفرة في أنظمة التربية الحديثة في الدول المتقدمة
الصور الشعاعية: يمكن أن تكون مفيدة في المساعدة في تحديد موقع وعدد البيضات إذا كانت هذه البيضات تمتلك قشرة كلسية طبيعية لأن الكالسيوم في قشرة البيضة هو ما يجعله قابلاً للاكتشاف من خلال طريقة التصوير التشخيصي هذه
(الصورة)

الموجات فوق الصوتية: (الإيكوغراف) يمكن أن يكون ذلك مفيدًا في الحالات التي يكون فيها انحشار البيض متقدماً وتتواجد اكثر من بيضة محتبسة في قناة البيض ولا تمتلك قشرة وانما فقط مغلفة بأغشية البيضة وحيث لا يتم الكشف عن وجود البويضة عن طريق الجس أو الأشعة
طبعاً قد يكون من المستحيل علاج هكذا حالات (إلا جراحياً وهو امر نادر في قطعان الدواجن) ولكن الكشف عنها مبكراً بهذه الطريقه سيكون مفيداً في تلافي انتشار هذه الظاهرة واستفحالها
علاج ظاهرة انحشار البيض او بالأحرى التدابير الوقائية
الرعاية الجيدة والادارة الطبية والفنية الناجحة هي من اهم اساليب الوقاية من هذه الظاهرة من خلال العديد من الأمور واتباع خلطة علفية ونظام اضاءة جيد وتجنب الاضاءة المبهرة متوازنة وقد يحتاج الامر للتدخل بالصادات الحيوية والتحصين الاضطراري (نيوكاسل) في الحالات التي يكون المسبب فيها بكتيري او فيروسي.
من التدابير التي ممكن ان تفيد عند اكتشاف حالة احتباس البيضة (بيضة واحدة) بشكل مبكر :
ممكن استخدام حمام الاسترخاء ضع الدجاجة في حمام فاتر في المياه لمدة 5 إلى 10 دقائق ويجب يجب عزلها عن الطيور الأخرى في محاولة لحملها على الاسترخاء (الصورة)
وعمل تدليك بسيط للبطن مع الحذر لكي لا تنكسر البيضة المحتبسة داخل قناة البيض فتكون مهددة لحياة الفرخة.
تجنب مصادر الضوضاء والازعاج والاضاءة المبهرة وجعل اعشاش البيض بشكل مناسب وتوفر مكان هادئ ليلائم عملية الإباضة.
في بعض الأحيان ممكن تدخل الطبيب البيطري بطريقة جراحية لاخراج البيضة المحتبسة.
خفض شدة الاضاءة في الحظيرة (عدم السماح لدخول ضوء الشمس) إذا كانت الإضاءة شديدة
تقليل ساعات الاضادة اي تقييد مقدار الوقت الذي يتعرض فيه الطائر للضوء (الاصطناعي) أو الطبيعي (ضوء النهار).
عندما تواجه الطيور انارة أطول من اطول اليوم الطبيعي فقد يسبب ذلك خلل وفرط في عملية انتاج البيض بشكل خاطئ .
بتقييد تعرضها لساعات النهار أو الضوء لأكثر من 12 ساعة في اليوم يمكن أن يساعد في تقليل النشاط المفرط الخاطئ في عملية انتاج البيض.
يجب أن يكون الطائر في ظلام دامس ليلاً لمدة 12 ساعة كاملة. قد يتطلب ذلك وضع ستائر سوداء على النوافذ أو منشفة أو بطانية فوق اعشاش البيض و إيقاف تشغيل أي أضواء داخل المنطقة المجاورة لها.
يمكن بعد ذلك وبعد التخلص من ظاهرة احتباس البيض العودة تدريجياً لاطالة فترة الإضاءة التي تتعرض لها الطيور.
المراجع :
وبعض الخبرات الشخصية للكاتب.