أخر الاخبار

المدافئ التقليدية وعيوبها في حظائر الدواجن _1_ د.تميم الشحنة

المدافئ التقليدية وعيوبها في حظائر الدواجن _1_

الدكتور : تميم الشحنة 

تستخدم غالبية مزارع الدواجن حراقات فحم الكوك او التمز 

(البيرين ) لتدفئة الحظائر 

وذلك لأسباب عديدة منها 

أن هذه الحراقات تعتمد في مبدأ عملها على مواد رخيصة الثمن 

بالمقارنة مع أساليب التدفئة الأخرى 

وبساطتها من حيث المبدأ

هذه الحراقات إما أن يتم تزويدها بالفحم أو التمز يدوياً بوساطة العمال مرات عديدة في اليوم 

أو أن يكون لها خزان صغير بجانبها يقوم بتزويدها بالمادة القابلة للاشتعال بشكل تدريجي 


بالإضافة لوجود مروحة معينة تعرف عند أصحاب المداجن باسم ( الكور وجمعه كوار ) 

وهو عبارة عن مروحة صغيرة متصلة بأنبوب معدني يقوم بدفع الهواء لداخل الحراق باستمرار للمساعدة على الاشتعال




في الحقيقة هذه الوسائل في التدفئة فعالة ولكن بشكل جزئي إن صح التعبير  و ذلك لأنها يعاب عليها أمور كثيرة سأذكر منها 

إذا  أردنا تصنيف هذا الأسلوب في التدفئة 
سيكون من الصعب علينا تصنيفه ضمن فئة الحراقات التي تعمل بالإشعاع أو فئة الحراقات التي تعمل بتدفق الهواء الدافئ 

وهذا بحد ذاته عيب جوهري إذ  أن هذه الحراقات لا تستوفي شروط أي من النظامين السابقين 

فهي إن اعتبرناها حراقات تعتمد على مبدأ إشعاع الحرارة  
فهي أولاً غير موجه باتجاه الطيور أو الفرشة وانما تشع حرارتها بشكل عشوائي 
ولا تمتلك عواكس كمثيلاتها من سخانات الكهرباء أو الغاز لتوجيه الحرارة باتجاه معين 

ناهيك عن أن عددها في المزرعة قليل إن قيمناها كمنابع تدفئة بالإشعاع 

وإن حاولنا مقارنتها بنظام التدفئة بالهواء الدافئ وهذا تجاوزاً 
فهي لا ينتج عنها أي هواء دافئ متدفق 
وبالتالي هي أقرب لأن تكون من نظم التدفئة بالإشعاع ولكنها أبعد ما يكون عنها لعدم استيفائها لشروط هذا النظام في التدفئة 

من عيوب هذه الحراقات أيضا
التسربات التي قد تحصل فيها

نتيجة اهتراء في الحراق نفسه أو بالأنابيب (البواري ) التي تقوم بإخراج الدخان الناتج عن الاحتراق خارج العنبر 
وبالتالي تسرب هذه الغازات والأدخنة والتي تحتوي على أول وثاني أوكسيد الكربون لداخل العنبر ثم للجهاز التنفسي للطيور 
وحدوث التسمم بهذه الغازات عن طريق الاستنشاق 
والذي يسبب مشاكل تنفسية كثيرة وأحياناً تصل لمرحلة النفوق وخاصة في بداية تحضين الصيصان 


من بعض عيوبها أيضاً ضرورة إجراء تنظيف متكرر وبشكل دوري لها 
والقيام بعملية نكش وفتح لفتحات دخول الهواء الناتج عن الكور والموجودة في أسفل الحراق والتي تغلق نتيجة ترسب الفحم المنصهر بشكل مستمر


وعملية التنظيف هذه بكافة مراحلها 
فد ينتج عنها سقوط بعض جزيئات الفحم مهما كانت صغيرة والتقاطها من قبل بعض الطيور وابتلاعها وحدوث التسمم الهضمي بفحم الكوك الذي ينتهي حتماً بموت الطائر 

ما هو فحم الكوك 

فحم الكوك المستخدم في مزارع الدواجن ينتج بعد عمليات تكرير النفط الخام في مصافي النفط واستخراج منه المركبات الخفيفة ( كالغاز والكيروسين والبنزين والكاز والمازوت و…. إلخ ) 
والمركبات الثقيلة المختلفة كالشحم والإسفلت و….إلخ 

حيث أنه بعد كل هذه العمليات تخضع بواقي تكرير النفط لعملية تسمى عملية التكويك  وينتج عنها  مشتق نفطي ثقيل هو الفحم المستخدم في مزارع الدواجن

وهو عبارة عن مركب له بعض اللمعان وقابل للكسر والتفتت بسهولة وهذا يزيد الطين بلة 




وهو مادة تتميز  باحتراقها الجيد و بنشرها الجيد للحرارة إن تم تسليط الهواء عليها بشكل مستمر بوساطة (كور المدفأة )



ولكن إن كان هنالك تسربات في الحراقات فإن الغازات الناتجة عنها شديدة السمية  … هذا من جهة 

ومن جهة أخرى ونتيجة لسلوك الدجاج بنقر واكتشاف أي شيء غريب ونتيجة الاهمال في تزويد هذه المدافئ بالفحم 

قد تسقط بعض جزيئات الفحم أثناء تعبئة الحراقات بالفحم أو تنتقل بوساطة أحذية عمال التدفئة الذين ينقلون الفحم من خارج العنبر لتزويد الحراقات به 

ثم يلتقطها الدجاج بمنقاره و يبتلعها وسواء كان الدجاج صغيرا بالعمر أو كبيرا 

دجاج لحم أو أمهات أو بياض فالنتيجة الحتمية واحدة 
وهي نفوق الطيور نتيجة التسمم الهضمي بالفحم 



وبالتالي ومن بعض النصائح لتلافي ظاهرة ابتلاع الدجاج لحبات فحم الكوك المتساقطة 

أن يكون العامل المسؤول عن تزويد الحراقات بالفحم متفرغاً  لهذه العملية و مسؤولاً عن التدفئة فقط ولا ينشغل بوظائف أخرى كجمع البيض أو التعليف أو …..
إن أمكن ذلك 

أماكن تجميع الفحم خارج العنبر يجب أن تكون بعيدة عن العنبر وعن المطر  وأن يكون الحذاء الذي يرتديه العامل المسؤول عن التدفئة عند تعبئة الفحم مخصص لمكان تعبئة الفحم فقط 

وعند دخول العامل للعنبر أن يرتدي حذاء نظيف 
لتلافي التصاق الفحم بحذاء العامل وبالتالي سقوط هذه الحبات الصغيرة من الفحم من حذاء العامل داخل العنبر 

وإن لم يكن ذلك بالإمكان فيجب على الأقل وضع كيس قنب
 ( خيش ) مبلل بالماء أمام الصالة التي تؤدي لعنابر الدواجن يدوس العامل عليه قبل دخول العنبر لتلتصق بهذا الكيس جزيئات الفحم وتجنب نقلها للعنبر


يفضل أن يكون الحراق مزوداُ بخزان لتزويده بالفحم تدريجياً ويكون هذا الخزان له غطاء لإغلاقه بعد تعبئته بالفحم 
وبهذه العملية نقلل من تكرار عملية تزويد الحراق بالفحم واحتمالية تساقط الفحم وابتلاعه من قبل الدجاج 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -